أحبك ..رغم غدرك
خرجت لتجلس أمامه كعادتها...تحتضن بعينيهاالمساء..وتعانق بأذنيها ثرثرة مياه البحر الهادرة
تنظرللبعيد بنظرات طويلة تكاد أن تخرق الأفق... تنهدت..فخرجت دمعة من عينيها لتختلط بماءالبحر
لعل أمواجه الغاضبه تأخذ دمعتها الى ذلك الغائب المفقود..،دارفكرها للوراء ليذكرها بأيام مضت سريعا" وانقشعت كالغمام..يذكرهابضحكات كانت تعلو فتزيدها رياح البحر علوا وارتفاعا..
يذكرهابيديه التي كانت تمتد اليها ليذهباكعادتهما الى ساحلهماالمفضل وسميرهما المحبوب..
يطغى عليها التفكير فتتصور أن ماتفكرفيه لم يزل..فتأخذ بيديها شئ من ماء البحر لتنثرها عليه..أو بالأصح على خياله المتوهم..فايهيأ لها أنه يبادلها بالمثل..فتبتسم أبتسامة يتم...
لكن سرعان ما يأتي في بالها تلك اللحظة الأليمة لتمحي تلك الذكريات الجميلة..تلك اللحظة حينما ودعهاعلى الشاطئ ..وهو على ظهر السفينة الراحلة... لمح في عينيها دموع تتزاحم...وكلام اختنق على شفتيها...عرف من نظراتها المشرئبة بالدموع...سؤال يحيرها...أستعوووووود؟؟؟!!!
فبادرها بصوته الحاداللذي يدل على مدى عزمه وأصراره قائلا" :سأعووود..وأعدك-أن شاءالله-بالرجوع،ولكن اللذي لاأعدك به أعاجلة عودتي أم آجلة لست أدري....
مضت السفينة وهو يلوح بيديه مرددا"سأعود..سأعوود...سأعوووووود......
تابعت تللك المسكينة السفينةأثناء مغادرتها حتى تآكلت ملامحها من بعيد...واختفت من عينيها....
وبعدها عادت تجرخطاها المتثاقلة الى منزلهما الصغير..لتقضي بين أركانه وحدتها..
ومرت أعوام ..ولم يعد..كان عزاءها الوحيد اللفظ الموعود {سأعووووود}...
تذهب كل يوم للشاطئ لعلها تلمح قدوم السفينة من بعيد.. ولكن لاجدوى ترجع بخفي حنين كالايام التي قبلها...مضت أربع من السنين وهي لاتملك سوى الدعاء بالفرج من الرحيم.
وفي يوم ما جلست كعادتها على الشاطئ تعزف قيثارة أحزانها لتخرج المكنووووون من آلآمها ...تدعو من كل قلبها :ياااااااارب مازال عندي حطام من أمل فأرجعه لي أن كان حيا" أو خذني اليه أن كان ميتا"...
وبعد مانثرت فتات من أحزانها على الشاطئ..نهضت وهي تنظر للأفق البعيد..بعينيها المتهالكة من الدموع..فسقطت عينيها على ماء البحر..ثم أخذت حفنة من تراب الشاطئ وألقته على الموج الهائج..
وقالت بصوت أعرج يكاد يختنق......أحبك رغم غدرك..